11.95EUR

ذكريات معه
[3096]

الناشرٍ: دار الشروق / 2011 / جديد / عدد الصفحات: 136 / رقم الطبعة: 1

جمال يتقدم لتحية
فلأتكلم الآن عن ذكريات من حياتى مع جمال عبد الناصر.. كيف عرفنى وتزوجنى؟ كانت عائلتى على صداقة قديمة مع عائلته، وكان يحضر مع عمه وزوجته التى كانت صديقة لوالدتى، ويقابل شقيقى الثانى، وأحيانا كان يرانى ويسلم على . فعندما أراد أن يتزوج أرسل عمه وزوجته ليخطبانى، وكان وقتها برتبة يوزباشى، فقال أخى ــ وكان بعد وفاة أبى يعد نفسه ولى أمرى ــ إن شقيقتى التى تكبرنى لم تتزوج بعد. وكان هذا رأى جمال أيضا، وقال: إنه لا يريد أن يتزوج إلا بعد زواج شقيقتى.. إن شاء الله يتم الزواج، وبعد نحو سنة تزوجت شقيقتى. بعدها لم يوافق أخى على زواجى.. لقد كانت تقاليد العائلة فى نظرى أن لى الحق فى رفض من لا أريده ولكن ليس لى الحق فى أن أتزوج من أريده، وكنت فى قرارة نفسى أريد أن أتزوج اليوزباشى جمال عبد الناصر. بعد شهور قليلة توفيت والدتى فأصبحت أعيش مع أخى وحيدة إذ كان أخى الثانى فى الخارج. كان أخى يتولى إدارة ما تركه أبى الذى كان على جانب من الثراء، وكان أخى مثقفا إذ كان من خريجى كلية التجارة أى يحمل بكالوريوس، ويشتغل فى التجارة والأعمال المالية والصفقات فى البورصة، وكان شديدا فى البيت محافظا لأقصى حد لكنه فى الخارج كانت له حياته الخاصة. مكثت مع أخى بضعة شهور وأنا وحيدة تزورنى شقيقاتى من وقت لآخر، وفى يوم زارتنا شقيقتى وقالت: إن عم اليوزباشى جمال عبد الناصر وزوجته زاراها وسألا عنى، وقالا لها: إن جمال يريد الزواج من تحية، وطلبا أن تبلغ أخى.. فرحب أخى وقال: إننا أصدقاء قدماء وأكثر من أقارب، وحدد ميعادا لمقابلتهم، وكان يوم 14 يناير سنة 1944. قابلت جمال مع أخى، وتم تحديد الخطوبة ولبس الدبل والمهر وكل مقدمات الزواج بعد أسبوع، وطبعا كان الحديث بعد أن جلست فى الصالون فترة وخرجت. وفى يوم 21 يناير سنة 1944 أقام أخى حفلة عشاء.. دعونا أقاربى، وحضر والده وطبعا عمه وزوجته، وألبسنى الدبلة وقال لى إنه كتب التاريخ يوم 14 يناير.. وكان يقصد أول يوم أتى لزيارتى، ثم أضاف أنه عندما زارنا لم يحضر لرؤيتى هل أعجبه أم لا ــ كما كانت العادة فى ذلك الوقت ـ هذا ما فهمته من كلامه معى. قال له أخى: إن عقد القران يكون يوم الزفاف بعد إعداد المسكن، على أن يحضر مرة فى الأسبوع بحضور شقيقتى أكبرنا أو بحضوره هو، وطبعا كان وجود أخى فى البيت قليلا فكانت شقيقتى تحضر قبل وصوله. وقبل جمال كل ما أملاه عليه أخى، وقد أبدى رغبة فى الخروج معى طبعا بصحبة شقيقتى وزوجها فلم يمانع أخى. لاحظت أنه لا يحب الخروج لنذهب لمكان مجرد قعدة أو نتمشى فى مكان، بل كان يفضل السينما وأحيانا المسرح.. وكان الريحانى، وكنت لم أر إلا القليل فكل شىء كان بالنسبة لى جديدا.. أى لا يضيع وقتا هباء بدون عمل شىء، وكل الخروج كان بالتاكسى، والمكان الذى نذهب اليه السينما أو المسرح يكون بنوار أو لوج، وكنا نتناول العشاء فى بيتنا بعد رجوعنا. بعد خمسة أشهر ونصف تم زفافى لليوزباشى جمال عبد الناصر.. يوم 29 يونيو سنة 1944.أقام لى أخى حفلة زفاف.. بعد عقد القران مباشرة خرجت مع جمال للذهاب للمصور «أرمان»، وكان قد حجز موعدا من قبل، كانت أول مرة أخرج معه بدون شقيقتى وزوجها. ملأنا عربة بأكاليل الورد لتظهر فى الصورة، وقد نشرت بعد رحيله فى السجل الخاص بصور جمال عبدالناصر الذى قدمه الأهرام. رجعنا البيت لنقضى السهرة، وفى الساعة الواحدة صباحا انصرف المدعوون وانتهى حفل الزفاف، وكنا جالسين فى الصالون ــ هو وأنا ــ فدخل شقيقى ونظر فى ساعته وقال: الساعة الآن الواحدة فلتبقوا ساعة أخرى أى حتى الساعة الثانية، ولم يكن هناك أحد حتى أقاربى راحوا، وكان باديا عليه التأثر فقال له جمال: سنبقى معك حتى تقول لنا روحوا. وفى الساعة الثانية صباحا قام أخى وبكى، وسلم على وقبلنى وقال: فلتذهبا.. أما أنا فانحدرت من عينى دمعة صغيرة تأثر لها جمال. وأذكر فى مرة وكنا جالسين على السفرة وقت الغداء وكل أولادنا كانوا موجودين وجاءت ذكرى أخى فقال الرئيس لأولاده وهو يضحك: الوحيد فى العالم الذى أملى على شروطا وقبلتها هو عبد الحميد كاظم.. وضحكنا كلنا.
Reviews

Customers who bought this product also purchased
حقيقة الحجاب وحجية الحديث
حقيقة الحجاب وحجية الحديث
الحجاب
الحجاب
Authors
Quick Find
 
Use keywords to find the product you are looking for.
Advanced Search
We Accept







0 items
Manufacturer Info
Other products
Languages
English Deutsch french










osCommerce